أنقذوا دومة

الإضراب عن الطعام هو آخر وسيلة يلجأ لها المسجون لإزالة الظلم الواقع عليه من السلطة بعد استنفاذ كل السبل، وعند الإمتناع عن الطعام يقلل الجسم من معدلات الاستهلاك والحرق للدهون والجلوكوز ويبدأ في الحرق البطئ للدهون المختزنة ثم العضلات مرورا باجهزة الجسم الحيوية.

وكل جسم له معدلات تحمله أو حرقة للدهون، فيه اللي طبيعة جسمه بتحرق الدهون بسرعة ومن الصعب انه يتخن حتى لو أكل كتير، وفيه اللي طبيعة جسمة مش بيحرق الدهون بسرعة وبيخزنها وبيتخن مع أي دهون أو سكريات زيادة.

وده بيفرق أكيد مع الاضراب، وكل ما كان جسم المضرب عن الطعام بيحرق بسرعة الدهون بسرعة بيقع بسرعة وحالته الصحية بتتدهور أسرع، والعكس واللي جسمه معدلات حرقة بطئ بيقدر يقعد لفترة طويلة وهكذا وكل واحد حسب ظروفه.

دومة من النوع اللي جسمة بيحرق بسرعة وده أدى ان الاضراب يؤثر عليه اسرع ولكن كمان عنده مشكلة أكبر واكثر خطورة وهي انه منذ سنوات وهو بيعاني من تآكل في جدار المعدة وإلتهابات في المرئ وشوية حاجات تانية كتير مافهمهاش وكان له نظام خاص للأكل لعلاج القرحة وباقي المشاكل الصحية القديمة المعقدة.

مع الإضراب تضاعفت مشاكل الجهاز الهضمي بشكل كارثي وأصبح “بيرجع دم” وبيرجع لو شرب أي حاجة حتى لو مياه عادية.

دومة أحيانا بيرجع دم أكتر من 20 مره في اليوم ومش قادر يشرب أي شئ حتى لو مياه، وبيقعد طول الليل والنهار يتلوى من الألم الشديد في الامعاء وعجزت حقن المسكنات عن تخفيف الألم حتى المسكنات التي تعطى للمصابين بالسرطان عجزت تهدئة الألم رغم كمية المسكنات الضخمة اللي بياخدها كل يوم بجانب حقن علاج جدار المعدة اللي مش بتعالج أي شئ.

وبعد قرار المستشار “محمد ناجي شحاته” بزيادة التنكيل بدومة وعدم خروجه للعالج إلا بعد إذنه اولاً!! ، أصبح هناك فقط اطباء السجن وإمكانيات مستشفى السجن، وكل ده عجز بالطبع عن علاجه أو حتى تخفيف آلامه.

دومة كان قرر من كام يوم تعليق الإضراب لفترة محدودة، لغاية ما يعالج معدته وبعدها يكمل إضراب تاني، وده اللي استغلته الداخلية بشكل غير اخلاقي كالعادة وقالوا انه فك الاضراب بعد النصح والارشاد، وده غير حقيقي بالمره.

لأن دومة أصلا مش عارف حتى يشرب أو ياكل أي شئ من أي نوع، وحتى مش عارف يفك الاضراب بسبب ان جسمه غير مستجيب لأي علاج ولا أي سوائل حتى المياة بيرجعها.

المفروض يكون فيه بعض الرحمة أو الانسانية، كفاية عقاب وانتقام اكتر من كده.. خلاص خسرنا كل حاجة، خسرنا وظائفنا واستقرار حياتنا وعيالنا واسرنا بعيد عننا بيواجهوا المجهول لوحدهم وخسرنا صحتنا.. ايه الجريمة اللي ارتكبناها علشان كل ده!!!

لو لسه مصممين على العناد واستمرار الانتقام واستمرار تربيتنا من وجهة نظركم ومصممين على حبسنا علشان نكون عبرة .. طيب على الأقل خرجوا دومة يتعالج بره السجن انتم كده بتقتلوه مش بتحبسوه.. دومة بيتآكل بمعنى الكلمة وكل يوم حالته يتتدهور أكتر من اليوم اللي قبله… انقذوا دومة

 

أحمد ماهر

سجن ليمان طره

30-9-2014