إبنتي العزيزة و إبني العزيز…

  • هذه الرسالة ستقرءونها عندما تستطيعان القراءة و الكتابة ، لا أعلم وقتها أين سأكون !!!! ربما أكون معكم و ربما في السجن ، الله أعلم ، و ربما أكون قد إنتقلت إلى رحمة الله .

    و لكن الأكيد أنه سوف يكون هناك حاجة إلى تلك الرسالة ، ف العمر يجري و الأحداث تتسارع , و أنتما تكبران و بدء وعيكما في التفتح , و أصبحتما تلاحظان و تفهمان ما يجري حولكما .

    وعندما تكبران و سواء إن كنت معكما أو في السجن أو فارقتكما فسوف تسمعان أشياء كثيرة عني , وسوف تكتشفان أن ما يقال عني وعنكما ليس له أي أساس من الصحة وليس له علاقة بالواقع . سوف تسمعان كلام كثير وقصص مثيرة و روايات محكمة عن أن أبيكم خاين وعميل , ويتلقى ملايين الدولارات كل شهر من الخارج , و عنده ثروة ضخمة قادمة من الخارج . و ربما تسمعان من زملائكما في المدرسة كلام و إهانات من هذا القبيل من بعض التلاميذ أو بعض المدرسين ، أبوكم عميل وبيأخد تمويل .. أبوكم في السجن .

    أعلم يا ميرال أن هناك بعض من يضايقك في المدرسة بهذه الكلمات من الأن , و هذا يتضح من أسئلتك الكثيرة عند الزيارة في السجن .. بابا هو إنت قاعد هنا ليه ؟؟!! بابا هو إنت لابس كده ليه ؟؟!! بابا هو إنت ليه مش بتروح معانا ؟؟!!

    لا أعلم يا أبنائي لماذا أنا هنا في السجن !!! كل ما فعلته إني إعترضت على قانون التظاهر الجديد , وبعدها لفقوا لي تهم لم تحدث , و أتوا بشهود زور , و إفتعلوا إشتباكات مدبرة خارج المحكمة , و ليحكم القاضي بعدها في غاية السرعة بأن أسجن 3 أعوام !!!!

    لم أسرق و لم أقتل ولم أنهب البلد كما فعل مبارك وأعوانه ، لم أقتل متظاهرين و لم أكن ضابط شرطة يعذب الناس , و لم أكن رجل أعمال يسرق أراضي الدولة , ولم أبيع ضميري يوماً ما .

    ستسمعان في الإعلام يومياً أن أبيكم خائن وعميل و بيأخد تمويل ، و سوف تدرسان في التاريخ أن أباكم كان له دور رئيسي في نكسة 25 يناير .. هكذا يطلقون عليها الآن .

    سيصيبكم الغضب و الإندهاش .. فأنتما تعيشان في شقة 70 متر في إسكان الشباب , وتدرسان في مدرسة عادية , و ليس لديكم سيارة أو كان لديكما سيارة بالتقسيط في يوم من الأيام وتم فقدانها في حادثة ، ستجدان أن عائلاتكم هي عائلات بسيطة تنتمي للطبقة المتوسطة ، ليس لنا أملاك أو أرصده في البنوك ، فكيف يقولون أنكم تعيشون في تمويل أجنبي ؟؟!!!!

    تعلمت من جدكم “ماهر” العديد من القيم التي حافظت عليها ويجب أيضا أن تحافظا عليها .

    فأبي علمني أن أقول الحق مهما حدث ، و ألا أمشي مع الموجه ، وألا أنافق أحداً سواء مدير أو رئيس جمهورية ، و ألا أتزلف لأحد و أنافق طالباُ لسلطة أو منصب أو جاه ، و ألا أمد يدي لأحد أو أطلب شيئاً ليس من حقي ، وأن أتحمل مصاعب الحياة بصبر ولا أسأل غير الله .

    هكذا جدكم “ماهر” .. وجدكم “إبراهيم” لأمكم , وكذلك جدتيكما . موظفين بسطاء يرفضون الفساد و يحاربونه , و يرفضون النفاق و يتمسكون بالقيم والأخلاق .

    و لذلك رفضت أنا العديد و العديد من المناصب السياسية التي عرضت علي كثيراً ، ففي عهد مبارك رفضت عرض أمن الدولة والحزب الوطني بأن أحول حركة 6 إبريل لحزب مدجن كرتوني مثل باقي الأحزاب .. يسمع الكلام ويلعب داخل القواعد المرسومة في مقابل أن اكون أصغر رئيس حزب لأول حزب شبابي ، معارض مقرب من السلطة وأظهر في الاعلام الرسمي كل يوم .

    و في عهد المجلس العسكري رفضت رشوة أن اكون عضو معين في مجلس الشعب 2011 , لكي أصمت وأكف عن إنتقاد العسكر الذين أداروا المرحلة الإنتقالية بمنتهى الغباء حتى أصبح ما نحن فيه الآن .

    رفضت مناصب كمساعد رئيس الجمهورية أو عضو مجلس الشورى في عهد مرسي .. فقد كان واضحاً أن مرسي يسير نحو الهاوية ، ويرفض الإستماع لأي نصيحة , ولا يستشير إلا مكتب الإرشاد ، وينقلب على كل وعوده بالإصلاح .

    رفضت أن أصمت على إنتهاكات حقوق الإنسان , و عودة القمع و نظام مبارك بعد 3 يوليو .

    و رفضت أن أكون قريباً من السلطة و نظامها و التغاضي عن أخطائها , وأن يتم تعييني في أحد المجالس القومية أو اكون نائب أو مستشار لأحد الوزراء ، فنظام ما بعد 3 يوليو هو نظام دموي عسكري مستبد يستخدم كل الوسائل القذرة من أجل عودة نظام مبارك القمعي والمستبد والفاسد .

    رفضت رشاوي وعروض من كل أنظمة الحكم , وكان هذا سبباً في حملات التشويه التي تسمعونها , وكذلك لم أهتم بعملي كمهندس مدني وأعطيت كل وقتي ومجهودي ومالي للسياسة , ولذلك يمكنكم أن تلاحظا أن باقي زملاء الدراسة والعمل حالتهم الإقتصادية أفضل بكثير – بارك الله لهم – سواء منهم من سافر للعمل في الخليج أو حتى إستقر في عمله كمهندس في مصر ، ربما كان هذا هو خطئي في حقكما أني لم أهتم بعملي كمهندس الذي يدر دخلاً جيداً إن كنت ركزت فيه ، لم أهتم بجمع الأموال وإهتممت أكثر بالعمل السياسي وقضية الإصلاح ، و لكني أعتبرت أن هذا هو الإستثمار الحقيقي .

    فأن أساعد في القيام بثورة وبناء نظام سياسي جديد وعادل لكما ولجيلكما هو أفضل بكثير من البحث عن الأموال أو العيش في حياة مرهفة .

    ولكن بعد ما حدث في 3 يوليو لا أظن أنكما ستجدان الدولة العادلة والمستقرة , والتعليم الجيد والحياة المنظمة كما كنت أتمنى .

    كل ما كنت أتمناه لكما و لجيلكما أن يكون نظام سياسي مستقر وحكم رشيد وشفافية وديمقراطية و إحترام لحقوق الانسان , وأن تعيشوا في بيئة نظيفة و شوارع منظمة , ودولة تهتم بالتعليم والبحث العلمي والعلوم والتقدم والثقافة والفنون ، ويعيش الجميع في عدالة إجتماعية و مساواة و مواطنة ، ذلك كان حلمي لجيلكما , و هذا هو الحلم الذي جعلني لا أهتم كثيراً بوظيفتي أو بجمع الأموال كما فعل معظم زملائي و أصدقائي ، ربما يعيشون حياة أفضل داخل مصر أو خارجها , ولكني كنت اتمنى أن يعيش كل جيلكما في ذلك داخل مصر .

    كان جيلنا هو الوقود و هو الثورة أملاً في غد أفضل لجيلكم , و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد تم الإنقضاض على ثورتنا وتم تشويهنا وحبسنا و إغتيالنا معنوياً و الإنتقام منا والتنكيل بنا بأحط الوسائل .

    ها أنتما تعانيان من تشويهي وتشويه كل ما قمت به ، وكل جيلكما يعاني من الإستبداد والفساد والفشل .

    بالتأكيد تتعجبان في وقتكما عن ماذا حدث للشعب المصري ، لماذا أصبح الجميع يكره بعضاً !!! لماذا أصبح العنف والقتل هو لغة الحوار بين الناس !!!! و أين ما سمعتاه أو قرأتماه عن سماحة الشعب المصري !!!!!

    للأسف الشديد تغير كل شئ بعد 3 يوليو , و بعد إستغلال العسكر وأمن الدولة وفلول مبارك للإعلام , و إستخدامهم لكل إمكانيات الدولة من أجل قتل كل من يختلف معهم . نشر العسكر وفلول مبارك الكراهية في الإعلام , وحرضوا على كل من عارضهم , ومن نجا من القتل أو الحبس طاله التشويه في سمعته و تم إتهامه بالخيانة و العمالة !!

    في عهدنا أصبح الإنتقام هو السائد ، و أصبح الإقصاء هو الفعل الوحيد ، و التخوين هو مسلك النقاش والاختلاف ، و التحريض والعنف و العنف المضاد أصبح هو لغة الحوار الوحيدة . إنهار كل شئ ، وبدلاً من أن ينعم جيلكم بثمار ثورة 25 يناير .. أصبح عليكم البدء من جديد بعد القضاء على ثورة 25 يناير وتشويهها وتشويه أو حبس أو قتل كل من شارك فيها أو ساهم في التخطيط لها .

    للأسف الشديد على جيلكما بدء النضال من جديد ضد النظام العسكري الدموي الفاسد .

    نضال … هذا إسمك الذي أطلقته عليك في 2011 عندما ولدت أثناء ثورة 25 يناير ، ولكن عليك أن يكون إسمك على مسمى و أن تستكمل نضال جيلنا الذي سرقت ثورته من الإخوان تارة و من العسكر تارة ، ثم قضى عليها تحالف الفلول والعسكر تماما في 2013 , حتى دمروا الدولة بروح الكراهية و الإنتقام والعنف والدم .

    قادنا العسكر وفلول مبارك وحلفاؤهم من النخبة الفاشلة على إحتراب داخلي وتقسيم مصر إلى شعبين إبتداء من 2013 ، ولا أعفي الإخوان من الخطأ بالطبع ف هم من ساعدوا في ذلك بالغرور والعناد والطمع والغباء ، وهم من أعطوا للفلول والعسكر كل الفرص عن طريق التمادي في الأخطاء .

    و ها أنتم عليكم البدء من جديد و تحقيق ما فشل فيه جيلنا ، ولكن إحذروا الفرقة , و إحذروا العشوائية , و إحذروا الإنفصال عن الناس و مطالبهم وآلامهم ، و إحذروا عدم التنظيم , و إياكم و الثقة في عسكر أو فلول أو إخوان … ف هم من أضاعوا مصر بصراعهم على السلطة .. صراع أتى على الأخضر واليابس .

    لا تصدقوا ما يتم تدريسه لكم في كتب التاريخ أن ثورة 25 يناير هي مؤامرة خارجية .. بل هي كانت أعظم الثورات ، و أنقى ما فعله الشعب المصري .

    ولكن جميعا أخطأنا ، فعاد فلول مبارك و العسكر و زوروا التاريخ .

    ثورة 25 يناير باقية بجيلكم و نضالكم .

    أحمد ماهر
    سجن ليمان طرة
    31-12-2013

التعليمات كده .. أبو تعليماتكم يا أخي…

التعليمات كده ، هذه هي العبارة التي أسمعها يومياً بشكل كثيف , حتى أصبحت من المعتاد مثل “صباح الخير وتصبحوا على خير” .أقضي يومياً 22 ساعة أنظر في سقف الزنزانة ، وعندما أحاول أن أقوم ببعض التغيير لأكسر الملل في الـ22 ساعة فيمكنني أن أنظر لسقف السرير الحديدي أبو دورين ، أو اتأمل مفاتيح الكهرباء , أو أنصت لصوت تنقيط المياه من السيفون طوال الليل الصامت ، وأحيانا أنام .سرير بدورين ، صحيح إنها المرة الأولى التي أنام فيها على سرير و مرتبة في السجن ، فقد كانت الـ6 حبسات السابقة من 2005 حتى 2013 في سجون أقل في الإمكانيات ، فكنت سابقاً أنام على الأرض والآن أنام على سرير و مرتبة وكمان في مخدة ، ولكني وحدي 22 ساعة في اليوم .

كان في أول اسبوعين 24 ساعة كاملة في الحبس الإنفرادي .. سألت : هو أنا مش هخرج “تريض” ؟؟!! – لأ .. بعد ما تخلص أول 11 يوم .. و لأنك خرجت و رجعت في قضية تانية ف هنحسب من الأول .

“التريض” هو الوقت الذي نخرج فيه للعب الرياضة أو المشي أو الحديث مع الناس .. مساجين أو شاويشية أو ضباط .

– طب ليه هخرج تريض بعد أول 15 يوم ؟! ليه مش دلوقتي ؟؟!! ينظر لي مستنكراً سؤالي .. التعليمات كده ..

هكذا كانت الإجابة !!

تمر الـ15 يوم الأولى ببطء شديد حيث أنه كان ممنوع فيهم الصحف و الكتب و الكتابة بالطبع , و طبعا لا يوجد تليفزيون أو راديو , و أجلس وحدي 24 ساعة في الزنزانة أتأمل معالمها , و شقوق الدهانات و الأرضية والباب والنوافذ ومفاتيح الكهرباء والحنفية , حتى حفظتهم .

أثناء الـ 15 يوم الأولى من العزلة سألت عن أي وسائل ترفيه !!

– إستنى لما يعدي الـ 11 يوم . * دول 15 يوم مش 11 يوم . – لأ 11 يوم لأنك خرجت و رجعت على ذمة قضية جديدة . * طب ليه مش دلوقتي في الـ11 أو الـ15 يوم ؟!! مع إني اصلا مخرجتش !! – التعليمات كده . * تعليمات مين ؟؟!! مفيش إجابة .

أخيرا تم فتح الزنزانة ، سلمت على “علاء عبد الفتاح” , وغلست على “دومة” اللي كان لسه في الـ11 يوم من العزلة .

ساعتين و قالولنا التريض خلص ، ليه خلص ؟؟! هو ساعتين بس ؟!! – أيوه ساعتين بس . *ليه ؟!!! – التعليمات كده .

إحنا كنا قبل كده بنقعد تريض طول النهار لغاية المغرب .. فين الكلام ده ؟؟!! هكذا سألوا .

* في سجن طره تحقيق في 2006 , وبرج العرب 2008 , والعقرب 2013 . – الكلام ده كان زمان .. لما “مرسي” كان مدلعكم . * ياعم ده كان أيام مبارك قبل مرسي .. إياكش يولع الإتنين .. ليه التريض ساعتين بس ؟؟!!! – التعليمات كده .

هكذا الإجابة دوماً !!

*لايحة السجون بتقول طول النهار , وبعدين إحنا عايزين تليفزيونات و راديوهات و إم بي ثري , وعايزين نبعت مراسلات . – مفيش الكلام ده هنا . * ليه ؟؟!! – التعليمات كده . * إحنا كان عندنا الحاجات دي في حبسات تانيه . – فين ؟! * في طرة وبرج العرب والإستقبال . – بص يا أحمد .. الظروف إتغيرت والوقت إتغير , والسجن ده غير أي سجن . * يعني إيه ؟!! ما باقي السجن عنده الحاجات دي . – إنتوا غير باقي السجن , والوقت إتغير والظروف إتغيرت ( إفهم دي كويس ) ، وبعدين السجن ده أنضف من أي سجن .. إنت قاعد في مكان نضيف وعندك سرير وبطاطين وحمام لوحدك و زي الفل . * أنا عارف إن هنا المكان أنضف ومفيش حشرات و زواحف في الزنازين زي باقي السجون ، أنا جربت السجون التانية قبل كده وعارف , بس هناك برضه كان في تليفزيونات وملاعب و راديوهات , وبقعد حر أتحرك طول اليوم وأشوف ناس و أتكلم معاهم، و كمان في نفس السجن ده في ناس تانيه عندها الحاجات دي !! – بص يا أحمد ، التعليمات كده .. والظروف إتغيرت .. و إنتم غير أي حد .

تمر الأيام ببطء وتمر الساعات ببطء ، أشغل الـ22 ساعة يوميا بتأمل السقف أو باب الزنزانة أو شباكها أو حوائطها ، أنصت لصوت المياه من السيفون بالليل، وأحيانا أنام .

صحيح أنه لا توجد آلاف الحشرات والزواحف والفئران ” كما كان في طرة تحقيق 2006 ” لكن لا يوجد شئ ، لا ناس، ولا صوت ناس في التليفون والراديو ولا أي شئ ، حتى الحشرات والزواحف والفئران في طرة تحقيق كان برضه الواحد بيسلي نفسه معاهم قبل كده ويقعد يصطادهم .

وتتوالى عبارة ( التعليمات كده ) بدون مبرر ثم يعقبها جدل عظيم .

-ماكينات الحلاقة ممنوعة . * ليه ؟؟!! – التعليمات كده .

أستغفر الله العظيم ، يلعن أبو أم التعليمات .. ياعم أنا مش إخوان ، أنا عايز أحلق دقني .. حقي أحلق دقني .

و بعد جدال .. طيب خلاص مسموح بماكينات الحلاقة .

*طب دخل التليفزيون والراديو و الإم بي ثري .. يلا بقى .. عايزين نسمع الأخبار . – لأ . * ليه ؟؟!! – التعليمات كده . الرد المعتاد .. أبو تعليماتكم يا أخي .

لا توجد لوائح تمنع ذلك ، بل أن هذه الصغائر هي أشياء عادية في أي سجن آخر، من حق المسجون أن يتريض طوال النهار وأن يرى أناس آخرون ويتحدث معهم، ولا يوجد مايمنع تليفزيون و راديو و إم بي ثري .

أثناء تواجدي وحيداً في الحبس الإنفرادي تسلل إلى أذنى ليلاً بعض أغاني أم كلثوم أو فيروز !! أنصت جيداً و أستمتع ، الله عليكي ياست ، مين إبن المحظوظة اللي عنده راديو ؟؟

و بعد نضال وجدال إستمر لأيام سمحوا ل “أحمد دومة” بدخول راديو و لكن موجة واحدة .. AM فقط .. ممنوع FM .

– الراديو شغال عندك يا دومة ؟؟ *لأ .. مش لاقط حاجة .. عايزين راديو FM يا ريس .. عايزين نسمع الأخبار .. ده حقنا . – ممنوع . * ليه ؟؟ – التعليمات كده . * أم تعليماتكم الغريبة دي، هو تكدير وخلاص ؟!!! الـ AM مش بيلقط حاجة في العنبر .. بيجيب خروشة بس .. هو الإسم إنكم سمحتوا براديو وخلاص ؟!!

جدال و نضال يومي على أشياء من المفترض أنها حقوق بسيطة ( كتب، مراسلات، مقابلات ،تريض طول النهار زي باقي المساجين ) .. حطونا طيب مع بعض بدل الحبس الإنفرادي !! راديو FM ، تليفزيون، mp3 .. الحاجات دي كانت عادية أيام مبارك وأيام مرسي .

إيه أم الحبسة المملة دي !! يعني ألبس 3 سنين سجن وكمان متكدر !!! إنفرادي , وبشوف البشر بالعافية , ومفيش أي وسيلة لمعرفة الأخبار !!! كل ده علشان إعترضت على قانون التظاهر ؟!!!

أبو التعليمات على أبو اللي عملها , اللي مش عارف هو مين أصلا ، ولا ليه عايز يكدرنا الـ3 سنين الجايين في السجن ؟؟!!!!!

أحمد ماهر
ليمان طرة
28-12-2013

 
 
 

هيافة الأجهزة اللامؤاخذة سيادية

ألو إزيك يا لولة .
– إزيك يا عبد الرحيم .. وحشتني .
إنتي كمان وحشتيني يا لولة .. إيه الأخبار ؟؟
– تمام يا عبده كله تمام .
يعني الفلوس وصلت ؟؟
– ماتقلقش يا عبدو بقى ، قولتلك كله تمام ، هي أول مره !!
أصل المره دي كانت الدنيا متلخبطة أوي ، و الناس في ألمانيا مكانوش عايزين يبعتوا الفلوس في الأول .
– قولتلك ماتقلقش يا عبدو ، في ضهرك مزز هي هي هييي (ضحكة خليعة) .
الله عليكي يا لولتي ، طول عمرك جامدة و بتعرفي تجيبي الفلوس من أي حته ، أنا صحيح كنت قلقان وخايف ألا ميدفعوش بس برضه كنت متأكد إنك هتخلصي العملية زي الفل .
– متقلقش يا روح قلبي ، الفلوس في البنك في حسابك ، والورق والصور راحتلهم , وكل المعلومات اللي طلبوها وكمان زودوا المبلغ 4000 يورو .
4000 بس ؟!!!! المفروض 400.000 هع هع هع .
– طول عمرك عينك فارغة يا عبدو .. هي هي هييييي (ضحكة خليعة) ,
طيب أشوفك بكره وأجيبلك الهدية اللي وعدتك بيها .
– لما نشوف ، المره دي مش هسيبك تضحك عليا زي كل مره .. هي هي هي هييييي (ضحكة خليعة جدا) .
هع هع هع هعخخخخخخخخ .

كان هذا تفريغ لمكالمة تخيلية بين “عبد الرحيم علي” وسكرتيرة مكتبه .

بغض النظر عن إن “عبد الرحيم علي” صحفي فاشل فاسد , كان شغال في جريدة الأهالي , وكان مراسل وزارة الداخلية و أمن الدولة لجريدة الأهالي قبل الثورة .

وبغض النظر عن إنه قعد سنتين فرحان بإشادة مبارك عنه وعن كتاباته قبل الثورة , و كان عمال يقول للناس الريس جاب سيرتي .

وبغض النظر إنه لما إتنفض له من جريدة الأهالي بعد تعديلات حصلت جوه الداخلية , راح إشتغل بعدها في موقع إسلام أون لاين .
و إنه بعد الثورة قعد مستخبي في البيت لإنه كان محسوب على أمن الدولة , لغاية ما عمل سبوبة مركز لدراسات الجماعات الاسلامية وأخد عليه تمويل إماراتي .. ومن هنا أصبح أحد أركان حملة شفيق , إلا إنه في الآخر صحفي فاشل وفاسد وتبع أمن الدولة وأكل عيشه من تشويه المعارضة .

يعني مجرد كلب لأمن الدولة وبيطلقوه علينا وقت مايحبوا , دا آخره ، فملوش لزمة أضيع وقت و أتكلم عنه أصلاً .

دي كانت مكالمة تخيلية بينه وبين السكرتيرة عن مثلا شوية تقارير لصحيفة ألمانية .

الكلام مفيهوش حاجة ، شوية تقارير ومقالات بمقابل لكن لو حد وسخ زيه ف ممكن يقول للناس إنه بيأخد تمويل من جهات أجنبية نظير إمدادهم بمعلومات ، أو حد وسخ زيه يقول إنه بيأخد تمويل من جهات أجنبيه عن طريق المركز بتاع الإمارات مقابل إفشاء معلومات وأي هري .

لكن الأهم من ده هو حاجتين :

الأولى : هي موقف بتوع حقوق الإنسان اللي أصبحوا دلوقتي من أبواق السلطة .
هل موضوع التسجيلات وعمل مونتاج ليها وقطعها عن سياقها ، يعتبر صح وقانوني ويتوافق مع الحريات الشخصية ومبادئها ؟؟!!!

طيب بلاش دي ، هل الحقوقيين اللي قريبين من السلطة وفي نفس الوقت بيأخدوا فعلا تمويل أمريكي و أوروبي ومعترفين بده , و بعضهم في المجلس القومي لحقوق الإنسان حاليا و معروفين ، هل ده عادي ؟؟!!!
مفيش أي قلق ؟!!

أنا مش هعيد تاني اللي بقوله إني ما أخدتش تمويل زيكم لا مشاريع ولا شخصي ، خصوصا إن لو ده حصل فعلا كان إتعمل بيه فيلم مش مجرد إشاعات و تسجيلات معمول لها مونتاج ومقطوعة من سياقها !!

هل إنتو بقى ياللي بتأخدوا تمويل فعلا .. عندكم اللي حصل معايا ده عادي ؟؟!!

هل نفاقكم للسلطة هيحميكم ؟!!! 
وهل عندكم ضمير وبتدافعوا فعلا عن الحقوق والحريات ؟؟!!

النقطة التانية والأخطر ، فاكرين طبعا فيلم “الكرنك” .
فاكرين “كمال الشناوي” لما كان ضابط مخابرات و راح مسجل لنور الشريف , وبعدها راح عمل تقطيع ومونتاج بحيث يعمل إعتراف مسجل إنه إخوان ؟؟!!
طيب فاكرين المخابرات وقتها ؟؟
طيب عارفين إن المخابرات الفاشلة دي وقتها كانت فاكره نفسها بتحمي مصر وبتحمي النظام ؟؟!!!

عارفين حصل إيه بعد قمع الحريات في الستينات , و إعتقال الناس وتعذيبهم وقتلهم وتلفيق التهم بحجة حماية النظام وأمن الدولة ؟؟!!

حصل هزيمة 67 .

أصلهم كانوا فاضيين فقط للوساخة والتجسس على المعارضين , وعلى تلفيق التهم وتعذيب الناس .

دلوقتي إحنا بيجري حوالينا تغيرات كتير في المنطقة كلها .

إيران و إمريكا ، تقارب السعودية و إسرائيل وخوفهم من إيران ، اللي بيحصل في سوريا وآخر التطورات ، اللي بيحصل في لبنان ، واللي بيحصل في جنوب السودان اللي كانت في يوم من الايام جزء من مصر .

بلاش بره مصر .. اللي بيحصل جوه مصر و الإرهاب و الجماعات الإرهابية ، طب ركزوا في شغلكم شوية !!

و في الآخر تلاقي ما يسمى الأجهزة السيادية و الأمنية .. زي المخابرات العامة و الحربية و أمن الدولة مشغولين بتشويه 6 إبريل و أي حد يعارض !!!! 
ومتفرغين لفبركة القضايا , ومتفرغين للتجسس على المواطنين وفبركة المكالمات واخراجها عن سياقها الحقيقي !!! 
وتفكيك القوى الشبابية , و إرهاب أي حد يعترض أو يتكلم عن حقوق المواطن !!!

نفس سيناريو الستينات بيتكرر !!

فشل ، إستبداد ، مؤامرات داخلية ، هيافة وتفاهة الأجهزة السيادية !!

إحنا رايحين على كارثة ..

حرام عليكم هتخربوا البلد .

أحمد ماهر
نزيل سجن ليمان طرة
26-12-2013

خالتي بتسلم عليك و بتقولك صلح السيفون..

كالعادة وحيداً في الزنزانة أنتظر الصباح ، كنت طوال هذه السنوات أفتخر إني استطيع النوم في أي وقت وفي أي مكان وفي أي ظروف ، أتذكر إني و أنا طفل كان يمكنني أن انام في وسط فرح شعبي .

قضيت معظم أيام حبسى السابقة 2005 و 2006 و 2008 و 2008 و 2010 و 2013 في نوم عميق معظم الوقت , و كان كل من كان معي في الحبس يحسدني على تلك القدرة .

و حتى خارج السجن كنت أستطيع أن انام بمجرد وضع رأسي على المخده ، وتحت أي ظرف ومهما كانت الضوضاء ، كان البعض يعتبر ذلك قدرات خارقة . أتذكر إني نمت طوال مسرحية “الملك هو الملك” لمحمد منير في التسعينات وسط غناء منير وتصفيق الجمهور الصاخب .

يبدو أن أحدهم إداني عين جامده قبل الحبسة دي .

كنت داخل وأنا معتقد إني سأنام معظم الوقت .. كالعادة ، زي أي حبسة قبل كده !! ده حتى و أنا في أمن الدولة بتعذب بعد إضراب 2008 .. روحت نايم و الضباط في لاظوغلي استغربوا !!

أرجع تاني .. أجلس وحيداً في زنزانتي في ليمان طرة أنتظر الصباح , حيث فقدت قدراتي الخارقة على النوم في أي وقت و أي مكان , وصوت السيفون اللي عمال ينقط مسبب لي توتر ومش عارف أنام .

أتذكر فيلم “مهمة في تل أبيب” للأستاذة الفاضلة نادية الجندي قاهرة الجواسيس , و هي في زنزانتها وحيدة بعد كشف الموساد لها و معرفتهم إنها عميلة لمصر .

كانت الحنفية عمالة بتنقط وهي بتتعذب .. بتتعذب من صوت المية اللي عمالة تنقط في الحوض بالليل .

قعدت تتعذب من صوت الحنفية اللي عمالة تنقط طول الليل , لغاية ما جالها دكتور الصبح وقالها : خالتي بتسلم عليكي .. و غمزلها وإداها حباية منوم في إيدها .

طبعت ضحكت لأنها عرفت إنه شغال مع المخابرات المصرية ومخترق الموساد وعامل نفسه دكتور .

يااااه ..

الأيام دي والله كان الواحد طفل ساذج وبيصدق الأفلام دي , سواء “نادية الجندي” أو الأفلام اللي إتعملت علينا بعد رحيل مبارك في 2011 , مروراً بإنتخابات الرئاسة إلى 30 يونيو وتسلم الأيادي .. إشتغالات ولبسناها كلنا .

و الآن نعود لصوت السيفون اللي بينقط .. كم أتمنى أن يأتي أحدهم الآن ويقولي خالتي بتسلم عليك .. ويصلح السيفون .

فقد فقدت قدراتي الخارقة التي كنت أتمتع بها قبل هذه الحبسة , ولم أعد كما كنت قديما أستطيع النوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظروف . حتى لو فرح شعبي أو حفلة لمنير أو أثناء التعذيب في لاظوغلي .

خالتي بتسلم عليكم .

أحمد ماهر
سجن ليمان طرة
24-12-2013

هانت

كان شكل القاضي مضحك , هو يدخل القاعة ثم يرزع الحكم سريعاً ثم يخرجا سريعاً , و هو ترتسم على وجهه ملامح الصرامة والجدية !! ف لم الصرامة والجدية ونحن في مسرحية هزلية ؟!!

لم أتمالك نفسي من الضحك أثناء نطق الحكم بـ 3 سنوات من السجن و 3 سنوات أخرى من المراقبة مثل المجرمين , و غرامة 50 ألف جنيه !!

قد يظن صانع القرار الذى أملى الحكم على القاضي أنه بهذا يكسرنا و”يدبح لنا القطة” , كما قال لي من قبل اللواء “جمال عبد العال” رئيس مباحث العاصمة .

قد يكون صانع القرار هو وزير الداخلية , أو المجلس العسكري , أو رئاسة الجمهورية .. أحدهم أو جميعهم . ولكن مالم يضعوه في الحسبان أن هذا الحكم الظالم هو هدية لنا و لمصر .

فلن يتم دبح القطة للشباب كما يتخيلون ، ولن يخاف شباب الثورة و يختبئون في البيوت ، و لن تعود هيبة الدولة الظالمة , بل بالعكس ، هذا الحكم سينهي على أي خلاف بين الشباب , و سيزيدهم قوه و إصرار على إستكمال المشوار و تحقيق أهداف الثورة ، و سيرسل رسالة لكل من كانوا ثوريين و مرتمين الآن في أحضان النظام .

إن نظام مبارك عاد لينتقم من ثورة 25 يناير , و كل مكاتب أمن الدولة .. و كل الضباط السفاحين .. والقتلة والمرتشين , عادوا للإنتقام و تصفية الحسابات مع ثورة 25 يناير . وكل رجال أعمال الحزب الوطني وشلة الفساد عادت لإمبراطورياتها .

ها هو العالم كله يرى بعينه دليل واضح أن النظام الحالي عاد للقمع , و تلفيق التهم , و تكميم الأفواه , و التنكيل بالمعارضين وكل المدافعين عن حقوق الإنسان .

إحنا في السجن .. بس فيه آلاف مش هيسكتوا إلا لما الثورة تنجح بجد .

هانت .

أحمد ماهر
سجن طره
23-12-2013

لبست 3 سنين سجن يا حلاوة!

 

لبست 3 سنين سجن، أكيد كان احتمال مستبعد ضمن احتمالات وخواطر مروا على دماغ الواحد، أصل مش معقول ألبس 3 سنين علشان سلمت نفسي وخضعت للتحقيق !

وفي هذه المناسبة العظيمة أحب أقول لكل من نصحني إني أسلم نفسي بعد أمر الضبط والإحضار إنه هيشوف مني أيام سودة لما أخرج، دا لما أخرج يعني.

كله قعد يقول ما تقلقش حتى لو طبقوا قانون التظاهر عليك آخرها غرامة مش حبس، قانون التظاهر بيعاقب المحرض بالغرامة فقط، ماشي يا عم أديني سلمت نفسي ولبست 3 سنين، حلو كدا !!.

عمومًا مفيش داعي للكلام ده، ومش مفيد، واللي حصل حصل ورب ضارة نافعة، وربنا هينصر المظلوم ولو بعد حين، وكمان لازم الواحد يتحمل العقوبة لأن العقوبة جزء من النضال، مش بصبر نفسي، بس أنا مقتنع بده، وحسبي الله ونعم الوكيل، وأكيد اللي نصحوني بتسليم نفسي لم يتخيلوا إن غباء النظام يوصل لكده، محدش كان يتخيل الحكم بصراحة

ما علينا، كلامي دلوقتي مش للناصحين لأني عارف إن نواياهم كانت خير، ولا هوجة كلام للفلول لإن الكلام مش هاينفع معاهم وسط مشاعر الفرحة والانتقام المسيطر عليهم دلوقتي، ولا الداخلية لأنهم مش بنى آدمين أساسًا، ولا للعسكر وأجهزتهم السيادية لأن مايهمهومش غير إمبراطورياتهم ومصالحهم ومزارعهم ومصانعهم اللي محدش يدرى بيها، كلامي دلوقتي موجه لبعض الناس اللي بعض الناس الكويسين بيقولوا أن احتمال يكون فيهم أمل أو ضميرهم يتحرك.

إلى أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، شوفتوا حقوق الإنسان؟.

إلى الأحزاب اللي افتكرناها ثورية وخرجت من رحم الثورة زي الدستور والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي وبالذات المصري الديمقراطي وبرضة التحالف الشعبي الاشتراكي.. حلوة الدولة كدة؟.. هي دي الديمقراطية والمدنية اللي بتطالبوا بيها؟

إلى زياد بهاء الدين وعز الدين شكري فشير وكل اللي بيلعبوا دور المحلل للنظام القمعي.. مش حاسين إنكم هاتتنفخوا قريب وأن الصمت والتنفيض مش هايحميكم؟ دي مبادئكم؟.. (تصدق اني هقطع رواية باب الخروج اللي معايا في الزنزانة).

إلى أستاذي مصطفى حجازي.. فاكر قبل 30 يونيو بأيام لما قولتيلي استحمل وإن التشويه والتخوين حاجة عارضة وإن المستقبل لنظام ديمقراطي سليم بعد هذه الفترة؟ طيب فاكر بعد 30 يونيو لما قولتلي أن الأخطاء كلها حاجات فردية وعابرة لكن المستقبل جميل؟ هو دا المستقبل الجميل؟ هي دي المبادئ اللي علمتهالنا من سنين ؟ هي دي دولة القانون اللي بشرتنا بيها؟ هي دي الكرامة؟ إنت كنت بتشتغلنا يا عم؟!

إلى المستشار عدلي منصور.. أنا عارف إنك راجل طيب وبركة ومالكش دعوة باللي بيحصل في البلد.. ولما قابلتك في يوليو اللي فات صعبت عليا بس بذمتك ينفع اللي بيحصل ده؟.. يرضيك الكلام ده؟.. حاول تقول حاجة.. أي حاجة.. انت راجل طيب ومش هازعل من كلامك.. بس اتكلم.

إلى تمرد والتيار الشعبي وحمدين وكل الناصريين “لوكشة واحده”.. أنا عارف انكم بتحترموا الجيش والداخلية والمخابرات وكل الأجهزة الأمنية، وعارف انكم عايزين تكرروا تجربة عبد الناصر علشان كده انتو مبسوطين باللي بيحصل.. بس ماكانش ينفع نبدأ بالعدالة الاجتماعية الأول قبل القمع؟.. هو كله ضرب ضرب.. لازم ناخد من نظام عبد الناصر القمع والتعذيب وتلفيق التهم فقط؟!.. لازم نطبق سيناريو 1954 بكل حذافيره؟ مفيش تطوير؟

إلى المخرج العبقري خالد يوسف.. برضه قولتلي قبل 30 يونيو أن التشويه والتخوين والقبضة الأمنية هو ظرف مؤقت وان 6 إبريل لازم تستحمل التشويه المؤقت وان المستقبل أفضل.. عاجبك اللي بيحصل ؟ هي دي الحرية والكرامة اللي قولتلي عليها؟ هو دا إنقاذ مصر؟

إلى الأصدقاء النشطاء اللي كان ليهم علاقة بـ 25 يناير ودلوقتي مرتمين في حضن النظام القمعي العسكري.. مش خايفين؟ مفيش أي قلق أن انتقام الفلول وأمن الدولة هايطولكم قريب؟ مش مدركين أن نفاق السلطة لن يحميكم؟

إلى الحركات الشبابية اللي مش بيطيقوا اسم 6 إبريل وأحمد ماهر والناس اللي بتجيلها حساسيه وهرش لما بيسمعوا أو يقروا عننا.. مبسوطين؟.. 3 سنين مع الشغل وغرامة 50 ألف ومراقبة 3 سنين مش مقلقاكم على نفسكم؟.. صفيتوا حساباتكم من 6 إبريل؟ أحمد ماهر انزاح عن طريقكم وبقى الطريق فاضي أمامكم للظهور؟ حلو كده؟ بقيتوا لوحدكم بره السجن؟

عمومًا كلها 3 سنين مع الشغل ونتقابل بره تاني، واللي مخلص منكم ومحترم رغم عقده 6 إبريل أكيد هقابله في السجن جوه.. عموما “كتر خيركم” حاولوا بس تدركوا إن ترديدكم للإشاعات المفبركة عن أحمد ماهر و6 ابريل هايضركم قبل ما يضرنا.. وإن تصديقكم لاتهامات التخوين هايطولكم في يوم وهاتحسوا باللي بنحس بيه، وإن العقد اللي عندكم من 6 إبريل هي اللي شقت الصف الثوري وسمحت لركوب الثورة عده مرات، وأدينا أهو، فلول مبارك راجعين، أمن الدولة رجع، وكل حاجة رجعت لما قبل 25 يناير وأوسخ، ورجعوا ينتقموا.

ودلوقتي حبسوا أحمد ماهر وعايزين يحجموا 6 إبريل.. وهايتسلوا عليكم واحد واحد وحركة حركة ومجموعة مجموعة وقهوة قهوة راجعوا ضميركم لو لسه موجود.

مين تاني أوجه له كلام؟.. كفاية كده.. انا لسه واخد حكم 3 سنين ومحتاج أنام شوية، أتمنى الناس تفوق وكفاية مزايدات وتخوين وقرف.. الثورة ضاعت، والفلول وأمن الدولة راجعين ينتقموا.

وأخيرا إلى حركة شباب 6 إبريل.. انتو الأمل أوعوا تتهزوا.. وإلى أبي وأمي وزوجتي وأولادي.. أنا عارف إني تعبتكم كتير وبهدلتكم كتير معايا.. وإنكم بتعانوا أكتر مني من الشتيمة والمزايدات والإشاعات والكدب والتدليس.. معلش.. هانت.

أحمد ماهر
22-12-2013
سجن ليمان طرة
بعد النطق بالحكم بالحبس 3 سنوات

حد يقدر يقول لأ ؟!

أقترح على اللجنة العليا للانتخابات أن يقوموا بطباعة بطاقات الاستفتاء وبها خيار واحد فقط وهو علامة نعم بالأخضر، أو من الممكن أن تكون بطاقة الاقتراع أكثر ديمقراطية علشان خاطر الديكور برضة ويبقى الاختيار بين “نعم ونعمين”، مفيش “لا” في البطاقة، فكل وسائل الإعلام الآن تحشد لنعم فقط، لا توجد أدنى فرصة لأي رأي مخالف، فلا فارق بين إعلام مرسي وإعلام السيسي، “بالدستور العجلة تدور.. نعم من أجل الاستقرار.

في عهد مرسي كان من يروج للتصويت بـ”لا” يعتبره الإعلام علمانيا ومخربا ويرغب في تدمير المشروع الإسلامي ويريد تعطيل أفضل دستور في تاريخ البشرية، ولكن هناك فارقا كبيرا بين عهد مرسي وعهد السيسي والعسكر، فنحن الآن في أزهى عصور الحرية والديمقراطية حيث لا يستطيع أحد أن يقول “لا” من الأساس، فالإعلام الحكومي والخاص يروج دائما أن كل من يفكر مجرد التفكير في التصويت بـ”لا” فهو خائن وعميل ولا يستحق الجنسية المصرية، ليس من حق أحد أن يقول “لا” وإن أراد فلن يجد وسيلة إعلام يستطيع فيها الدفاع عن وجهة نظره.

كله اتجاه واحد، طيب ما نلغي الاستفتاء أحسن طالما اللي هيقول “لا” هو الخاين العميل، إيه لازمتها التكاليف والمنظرة؟
أيام مرسي كان الإخوان بيقولوا بالدستور العجلة تدور، ونعم للاستقرار، نعم لشرع الله، وحتى لو فيه أخطاء معلش ممكن تتعدل بعدين.. فاكرين السفالة دي؟، استغلال الدين في السياسة واستغلال حاجة الناس للاستقرار؟.

الآن في عهد العسكر الموقف تغير تمامًا.. تغير تام وكبير وجوهري طبعا، فالإخوان استخدموا أساليب منحطة للحشد ولعبوا بالدين في السياسة ولكن ماذا عن الآن؟، الآن أصبحت نعم من أجل الاستقرار وحتى لو الدستور فيه أخطاء “نعديها وبعدين نعدل فيه”، والتصويت بنعم هو واجب ديني كما قال على جمعة المفتي السابق، الفارق الوحيد بين الإخوان والعسكر أن العسكر أكثر بجاحة (وتبجح وقمع).

من يصوت بـ”لا” فهو خائن ويريد تدمير وطنه، حتى منظمات المجتمع المدني التي سوف تراقب الاستفتاء والتي يفترض بها الحيادية أعلنت موافقتها أنها تدعم التصويت بـ”نعم” وبالتالي سيكون الاستفتاء نزيهًا وشفافًا وكله زي الفل، أما النخبة الليبرالية ومن يطلق عليهم قوى مدنية تمارس نفس أخطاء وخطاب الإخوان بشكل أكثر استبدادا وفاشية، نخبة تبرر القمع والقتل ولا عزاء للديمقراطية وحقوق الإنسان.

دستور يعطي لرئيس الجمهورية سلطات أكبر من دستور 2012 ويقلل من سلطات البرلمان ويرسخ الحكم العسكري والمحاكمات العسكرية للمدنيين، ويجعل من المؤسسة العسكرية دولة داخل الدولة لا أحد يستطيع محاسبتهم ولا يعلم أحد عن اقتصادهم السري وصفقاتهم، والأجهزة الرقابية في يد رئيس الجمهورية.

دستور يرسخ لنظام سلطوي قمعي ودولة عسكرية مستبدة وحتى مواد الحريات مشروطة بالقوانين سيئة السمعة أو متضادة مع ترسانة القوانين التي تم تشريعها منذ أيام الاحتلال البريطاني، ومطلوب التصويت بـ”نعم” “عمياني” من أجل الاستقرار والرخاء وغير مسموح بالمناقشة والنقد، فمن يناقش أو يفكر في الرفض أو الاعتراض فهو خائن وعميل.

دستور غير مكتمل به نواقص جوهرية تم تركها لرغبات واجتهادات الرئيس أو العسكر أو النخبة ومواءماتها وصفقاتها القذرة من أجل السلطة والمناصب.

الدستور لا يلزم الدولة والسلطة التنفيذية باحترامه ولا يضمن عقوبة من ينتهكه ويخالفه خصوصا في أبواب الحريات ولا يحدد كيف نحاسب الداخلية التي دائما تكسر القوانين والدساتير بدون محاسبة، ومطلوب مني أصوت بـ”نعم” وأغلق فمي وأكتم أنفاسي ولا أناقش ولا أجادل ولا أفكر ولا أعترض حتى لا أكون خائنا أو مخربا حسب تصنيف النخبة وتحالف 30 يونيو وتصنيف العسكر والفلول، وحتى لا أكون كافرا حسب تصنيف على جمعة، حاربتم الإخوان وأنتم أسوأ، وعندما أصبحتم في السلطة استخدمتم ما هو أقذر منهم.

للأسف نحن نتجه نحو الهاوية، نفس المسار وكأن ثورة لم تقم، للأسف هذا الدستور سوف يكون مصيره كمصير سابقيه حتى لو طال الوقت، والإفراط في القمع والحبس والتخوين والتكفير ونفاق النخبة لن يجدي ولن ينفعكم شيئًا.

أحمد ماهر
سجن ليمان طره
19-12-2013

الــوبـــــاء

تبدأ أفلام الرعب الأجنبية دائمًا بنفس السيناريو وتقريبًا تمر بنفس الأحداث باختلافات بسيطة سواء كانت أمريكية أو أوربية، مخترع شرير أو شركة أدوية شريرة أو جهة مخابراتية تجري أبحاثًا على أحد الفيروسات، فيتطور الفيرس ويتحول لشيء آخر ويصيب مجموعة من البشر ليتحولوا “لزومبي” أو الموتى الأحياء أو آكلي لحوم بشر أو شيء آخر من هذا القبيل.

وتتطور العدوى لتصيب كل المدينة أو كل العالم حسب رأي ووجهة نظر المخرج، ويتبقى دائمًا مجموعة قليلة تظل تحارب الموتى الأحياء والمتحولون، وبعضهم يحاول إنتاج مصل أو علاج وبعضهم يتم قتله وبعضهم يتحول ويلجأ زملاؤه لقتله حتى لا يقتل أو يأكل شخصًا آخر سليم، وينتهي الفيلم إما نهاية مفتوحة أو يتحول جميع سكان الأرض ويبقى البطل وصديقته، أو بقاء البطل فقط أو صديقته فقط أو موت الجميع وتحولهم لمسوخ.

يتحول الشخص لمسخ عندما يصيبه الفيروس عن طريق الحقن أو الاستنشاق أو عندما يتعرض للعض من مسخ آخر وعندما تظهر عليه أعراض التحول لمسخ يجب عزله حتى لا يعدي شخصًا آخر وهكذا، دائما نهاية حزينة أو مثيرة للجدل لتلك النوعية من الأفلام.

في مصر عندنا وضع أكثر مأساوية، الفيروس انتشر أيضًا وأصاب الكثيرين، وأصبح البعض يتحولون لمسوخ، فيروس “التعريض”، فيبدأ المصاب بالتعريض إلى أن يتحول لمسخ مثل الموتى الأحياء.

فيروس التعريض ليس جديدًا في مصر، ولكن بعد 30 يونيو انتشر بشكل مذهل أصاب العالم كله بالحيرة، فعندما يصاب الشخص بهذا الفيروس يبدأ مباشرة في التعريض إلى أن يتحول لمسخ ويبدأ بعدها في نشر العدوى للآخرين.

ومن أعراض هذا المرض الوبائي أن تجد الصحفي الذي كان قبل 25 يناير يكتب بشجاعة عن الفساد وقمع الجهاز الأمني وشبكة رجال الأعمال التي سرقت مصر ونهبتها، وينتقد أمن الدولة والقتل والتعذيب.

تحول إلى شخص يدافع عن علاء وجمال مبارك ويطالب بالإفراج عن أحمد عز، ويثمن جهود الداخلية في القمع والقتل والتعذيب، ثم يبدأ في السخرية أو تخوين كل من يحاول الحديث عن حقوق الإنسان ودولة القانون عندما يصيبه فيرس التعريض، ويبدأ في التدرج للتحول لمسخ دون أن يشعر، فيبدأ في التطبيل للحاكم المستبد والبحث عن أي مميزات حتى ولو وهمية.

قد أصاب الفيروس أيضا مجموعة أخرى انضموا لمجموعة من المرضى وأتموا جميعهم 50 فردًا، أصابهم جميعًا وباء التعريض ولكن بدرجات متفاوته، فمنهم المسخ الذي يعرض لأي حاكم من قديم الأزل، ومنهم بدأ على كبر، ومنهم من أصيب حديثا، ولكن الخمسين ينافقون الحاكم العسكري بدرجات، طمعًا في سلطة أو خوفًا من بطش، أو تعريض وخلاص.

فالخمسين مصابون بهذا الوباء أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على دستور سيئ يعطي صلاحيات أكبر لرئيس الجمهورية ويسمح بالمحاكمات العسكرية للمدنيين ويقلل من فرص حساب رئيس الجمهورية، فإذا بهم بعد أن أصابهم الفيروس يكتبون دستورًا يرسخ لدولة رئاسية أكثر ولا توجد فرصة لمحاسبة الحاكم، ويعطي العسكر صلاحيات وسلطات أكثر من الدستور المعطل ويعطي وضع خاص لدولة العسكر، أصل العسكر صاحب الفرح ولازم نسمع الكلام.

وتجد للأسف من كان قبل 25 يناير يدافع عن استقلال الجامعة وضرورة خروج الحرس الجامعي الذي كان يتحكم في كل شيء ويتحكم في المحاضرات والتعيينات والترقيات، ويناضل من أجل أن تكون مناصب هيئات التدريس بالانتخاب إذ به بعد 30 يونيو وبعد أن أصابه الفيروس، أصبح من أشد المدافعين عن الحرس الجامعي داخل الجامعة بل يدافع عن الداخلية التي قتلت طالب الهندسة ويقولك خرطوش الداخلية بيلسوع بس، ويؤيد قانون التظاهر القمعي، وهو في طريقه بالفعل للتحول لمسخ.. الكرسي بيغير.

وهناك من كان يتحدث عن حقوق الإنسان قبل 25 يناير ولكن بعد إصابته بالوباء أصبح لا يعتبر من له رأي إنسانًا، فكل من لديه اعتراضات أو ملاحظات أو حتى نصائح بسيطة على أداء الحاكم المستبد، فهو ليس إنسان وليس له أي حقوق بعد 30 يونيو، هو خائن وعميل وطابور خامس وخلايا نائمة، ولذلك تم تجميع كل الحقوقيين المصابيين بذلك المرض في مجلس قومي وأطلق عليه المجلس القومي لحقوق المعرضين أو المصابين، فمن تظهر عليه الأعراض وبدأ في النفاق والموالسة وتقبيل أيدي وبيادة الحاكم فهذا فقط الذي له حقوق، أما الآخرون فمصيرهم السجن أو القتل.

أسوأ أنواع المرضى هم من كانوا شبابًا يتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ومن تشدقوا يومًا بمصطلح النضال والثورة ولكن عندما أصابهم الوباء اللعين أصبح كل همهم هو البحث عن المنصب ورضاء الحاكم، والصمت عن أي انتهاكات تحدث ضد زملاء الماضي، بل أصبح بعضهم يتبرع بالكذب والموالسة حتى ولم يطلب الحاكم منه ذلك، زميلهم في السجن أو مات.. لا يهم المكان الجديد في النظام الجديد هو الأهم من أي مبادئ أو ثورة.

تنتشر العدوى كل يوم في كل القنوات والصحف والأحزاب والحركات وأعراض المرض خطيرة، النفاق والموالسة والتعريض المزمن، والكذب والتدليس واتهام المختلفين في الرأي بالعمالة والخيانة والطابور الخامس والانضمام للإخوان، الدفاع عن القتل العشوائي والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، غض الطرف عن عودة نظام مبارك ورجال مبارك وسياسة مبارك وعودة أمن الدولة والتعذيب.

للأسف الشديد فرص عودة المسخ لإنسان طبيعي قد تكون معدومة، ولكن لوحظ شفاء بعض المصابين في الفترة الأخيرة بعد الاعتقالات وتلفيق التهم والتعذيب للمعترضين على قانون التظاهر، ولكن رغم سوء الحال وظلام المشهد سيأتي وقت يستيقظ فيه الجميع وأتمنى أن يكون قبل الكارثة التي ستأتي لا محالة أن استمر هذا الوضع.

أحمد ماهر
سجن ليمان طره
17-12-2013

The Epidemic

The foreign horror movies always follow the same scenario and more or less the same events with minor differences, whether American or European –  an evil inventor or an evil drug company or an intelligence body carrying out research on some virus, and the virus evolves and turns into something else which infects people and turns them into “zombies” or the living dead or cannibals or something of the sort….

 

And the disease evolves and spreads to every city or to the whole world, depending on the director’s vision. There always remains a small minority that remains to fight the living dead or the mutants, some trying to find the cure to the disease. Some are killed, some are infected and turn to his friends to kill him so that he does not kill or eat or infect another. The film ends with an open ending or all the planet’s people have transformed except the hero and his girlfriend, or only the hero remains, or only his girlfriend, or all die and to mutants….

A person turns into a mutant when he is infected with a virus through needles or inhaling or contact with another mutant. And when the symptoms of transformation show on him, he must be isolated so that he does not infect another, and so on. The ending is always sad and controversial in such movies…

 

In Egypt, the situation is even more tragic. The virus has spread and infected so many. Some have turned into mutants from the submission virus. He who is infected with this virus turns into a monstrosity, such as the living dead….

This virus is not new to Egypt, but after the 30 June, it spread with enormous force and confused the world, He who is infected with this virus immediately begins hostility until he turns into a mutant and infects other people….

 

Of the symptoms of this epidemic is to find a journalist who, before the 25 January revolution, wrote with bravery about corruption and the oppression of the security institution and the network of businessmen that robbed and looted Egypt, and who criticized the national security’s killing and torture suddenly turn into someone who defends Alaa and Jamal Mubarak and calls for the release of Ahmed Ezz and glorifies the efforts of the Interior Ministry to oppress and kill and torture. He then proceeds to criticize and call a traitor anyone who talks about human rights and a state of law. He then slowly turns into a mutant without even feeling it, and starts cheering for the oppressive leader and searching for his good qualities, even if these qualities are but illusions….

 

The virus infected another group who have joined the sick- a group of 50 people , all who have been infected with the submission epidemic but to different degrees, some who submit to any leader from long ago, and some who began just recently, but all 50 are feigning support for the military regime to varying degrees, some seeking positions of power and some out of fear, or just simply submission for the sake of submission….

 

The 50 who are infected with the epidemic made a fuss about a constitution that gives even greater power to the president and allows trials of civilians in military courts and reduces the ability of the people to hold the president accountable. After they were infected with the virus, they have no problem with writing a constitution for a country more submissive to the ruler and less able to hold him accountable…a constitution which gives the military regime more authority and a special place for the military state….well, because the military regime brought us happiness and so we must obey…..

 

Unfortunately, you find those who before the revolution defended the independence of universities and the necessities of removing campus guards that control everything and control demonstrations and recruitments and promotions, and who fought so that those in positions of power on university board would arrive through elections, became infected with the virus after 30 June. They became the most avid supporters of the campus guards inside universities and defend the Interior Ministry who killed the engineering student…they defend the oppressive protest law and are on their way becoming mutants….power corrupts….

 

And there are those who defended human rights before the 25 January revolution, but after being infected with the epidemic do not consider those with an opinion human…thus anyone with objections or opinions or even simple suggestions regarding the performance of the oppressive dictator is no longer considered human and does not have rights after 30 June, and is automatically a traitor or agent…and all the human rights defenders infected with the disease were transferred to a national council and it was named the National Council of the submissive or the infected…thus those who show symptoms and who begin showing hypocrisy and submission and who kiss the hands and boots of the leader are the only ones with any rights…the rest will end up dead or in prison….

 

The worst kind of sick are the youth who speak of freedom, democracy, social justice and human dignity and who once were driven by the struggle and the revolution, but when they became infected with this awful epidemic became only concerned with seeking a position and pleasing the leader. It does not stop at their silence about the abuse of their colleagues in the past, but some even volunteer lies even if the leader does not ask them to…their colleague may be in jail or dead….it does not matter, a position of power in the new system is more important than principles or the revolution…..

 

The disease is spreading day by day in all the channels, newspapers, political parties and movements. Its symptoms are dangerous: hypocrisy, submission, lies, accusing people of different opinions of being agents and traitors and part of the Brotherhood, defending random killing and torture and human rights abuses, and allowing the return of the Mubarak regime, its figures and its policies as well as the return of the police state and torture….

Unfortunately, the chances of a mutant returning to normal are nearly non-existent; however, a number have been cured after the arrests and fabricated charges against those who opposed the protest law. This is because in spite of the desperate situation and the bleak present, there will come a day when everyone will wake up. I hope this will happen before the catastrophe that will inevitably happen if the situation stays as it is…..

Ahmed Maher
Torah Prison
17h December, 2013

 

 

مقاومة عودة نظام مبارك واجب وطني

يتحدث بعض الصحفيين في الفترة الحالية عن احتكار شباب 6 إبريل لثورة 25 يناير وهذا غير صحيح، فإن شباب 6 إبريل هي أول من دعت للخروج يوم 25 يناير 2011 للغضب ضد الظلم والفساد والاستبداد ولكن لا أحد يستطيع احتكار الثورة، فثورة 25 يناير ليست ملكًا لأحد، لا 6 إبريل ولا غيرها، ولكن توجد مبادئ حاكمة لثورة 25 يناير وهي المعيار الحاكم.

 ما يحدث الآن ليس له أي علاقة بثورة 25 يناير، فعودة التعذيب في أقسام الشرطة ليس له علاقة بثورة 25 يناير أو أي ثورة ومساعي النظام الحالي للإفراج المجاني عن أحمد عز وباقي رموز مبارك ليس له أي علاقة بالثورة، وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية كما يحدث الآن ليس له علاقة بالثورة، ولا كذلك عودة سفاحي جهاز أمن الدولة لمناصبهم، والتحكم في وسائل الإعلام والكذب والتضليل وتشويه سمعه الناس ليس له علاقة بأي ثورة أو مبادئ، والقتل العشوائي في المظاهرات والجامعات واعتقال كل من كان لهم علاقة بـ25 يناير بالتأكيد ليس له علاقة بثورة 25 يناير.
كل ما يحدث الآن يؤكد أن هناك حالة انتقام من ثورة 25 يناير، وأن ما يحدث الآن هو تنكيل وتصفية حسابات من ثورة 25 يناير، وخلال أيام سوف يفاجأ الجميع بخروج كل رموز الفساد في عهد مبارك وعودة قوية لنظامه الاستبدادي وقم تم استغلال بعض الوجوه التي كان لها علاقة بـ 25 يناير ليلعبوا دور المحلل والمسهل لعودة نظام مبارك الاستبدادي، بعضهم يتم استغلاله وأغلبهم طامعون في منصب في المنظومة الجديدة الميكس وهم شركاء في الجريمة، فمقاومة عودة الفساد والاستبداد هو أسمى واجب وطني.

أحمد ماهر
سجن ليمان طره
13-12-2013